متى يبدأ القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات
هل تأخر الدورة الشهرية يثير قلقك؟ اكتشف الأسباب المحتملة ومتى يجب القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات. نصائح وإرشادات طبية هامة.
الدورة الشهرية هي عملية طبيعية تحدث شهريًا عند الفتيات والنساء بعد البلوغ. خلال هذه الدورة، يتجهز الجسم للإمكانية المحتملة للحمل. وخلال هذه العملية تحدث تغيرات هرمونية تؤدي إلى نزول بطانة الرحم على شكل دموية. تعتبر الدورة الشهرية منتظمة إذا استمرت من 21 إلى 35 يومًا، ويوم الحيض نفسه يستمر عادةً من 2 إلى 7 أيام.
فهم دورة الطمث عند الفتيات
-
سن البلوغ: يعتبر سن البلوغ عند الفتيات الفترة العمرية التي تكتمل فيها الأعضاء التناسلية وتبدأ الدورة الشهرية لأول مرة. ويحدث ذلك عادةً بين سن 9 و 15 عامًا، ولكن قد يتأخر أو يتقدم قليلًا وفقًا للجينات والبيئة الصحية العامة.
-
التغييرات الهرمونية: تلعب الهرمونات الأنثوية، مثل الإستروجين والبروجسترون، دورًا رئيسيًا في تنظيم الدورة الشهرية. خلال الدورة، تتغير مستويات هذه الهرمونات بشكل منتظم، مما يؤثر على بطانة الرحم والمبيضين.
-
مراحل الدورة الشهرية: يمكن تقسيم الدورة الشهرية إلى أربع مراحل رئيسية:
-
مرحلة الحيض (الفترة): وهي الفترة التي ينزل فيها الدم من المهبل، وتستمر عادةً من 2 إلى 7 أيام.
-
المرحلة الجريبية (البصيلة): بعد الحيض، تبدأ هذه المرحلة التي ينمو فيها عدد من البويضات (البيض) داخل حويصلات صغيرة في المبيض.
-
الإباضة (إطلاق البويضة): في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا، يتم إطلاق البويضة الأكثر نضجًا من المبيض إلى قناة فالوب.
-
المرحلة الجسم الأصفر (ال luteal): بعد الإباضة، يتحول الحويصلة التي كانت تحوي البويضة إلى جسم أصفر يفرز هرمون البروجسترون. يساعد هذا الهرمون على تحضير بطانة الرحم لاستقبال البويضة المخصبة. إذا لم يحدث حمل، ينخفض مستوى البروجسترون، مما يؤدي إلى نزول بطانة الرحم على شكل دموية، لتبدأ الدورة من جديد.
متى يبدأ القلق من تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات
كما ذكرنا سابقًا، تعتبر الدورة الشهرية منتظمة إذا استمرت من 21 إلى 35 يومًا. ولكن هناك اختلاف في التعامل مع تأخر الدورة الشهرية عند الفتيات بناءً على المرحلة العمرية:
المرحلة العمرية | كيفية التعامل مع تأخر الدورة الشهرية |
---|---|
خلال السنتين الأوليتين من البلوغ | من الطبيعي حدوث تذبذب وعدم انتظام في مواعيد الدورة الشهرية. |
بعد سنتين من البلوغ | استشارة الطبيب إذا تأخرت الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية، أو رافق التأخر أعراض أخرى مقلقة. |
1. خلال السنتين الأوليتين من البلوغ
-
من الطبيعي تمامًا أن تشهد الفتاة بعض التذبذب وعدم الانتظام في مواعيد الدورة الشهرية خلال السنتين الأوليتين من بدء الدورة.
-
يحدث ذلك لأن الجسم لا يزال يطور وينظم إنتاج الهرمونات الأنثوية المسؤولة عن الدورة الشهرية.
-
قد تتأخر الدورة الشهرية لعدة أشهر خلال هذه الفترة، وقد يكون نزول الحيض خفيفًا أو غزيرًا عن المعتاد.
2. بعد سنتين من البلوغ
-
بعد مرور سنتين على بدء الدورة الشهرية، يُنصح باستشارة الطبيب إذا تأخرت الدورة الشهرية عن موعدها لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية.
-
يُنصح أيضًا باستشارة الطبيب إذا كانت الفتاة تعاني من أي أعراض إضافية إلى جانب تأخر الدورة الشهرية، بغض النظر عن المرحلة العمرية.
أسباب وجب استشارة الطبيب عند تأخر الدورة الشهرية
هذه بعض الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب عند تأخر الدورة الشهرية:
-
تأخر الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية بعد سنتين من البلوغ.
-
نزول إفرازات مهبلية بكمية كبيرة أو بلون غير معتاد إلى جانب تأخر الدورة الشهرية.
-
الشعور بألم أو تقلصات شديدة في منطقة الحوض مع تأخر الدورة الشهرية.
-
حدوث نزيف مهبلي غير مرتبط بالدورة الشهرية.
-
عدم نزول الدورة الشهرية مطلقًا بعد بلوغ سن 16 عامًا.
أعراض أخرى تستدعي استشارة الطبيب عند تأخر الدورة الشهرية
بالإضافة إلى الحالات التي ذكرناها سابقًا، هناك بعض الأعراض الأخرى التي تستدعي استشارة الطبيب عند مرافقتها لتأخر الدورة الشهرية، بغض النظر عن المرحلة العمرية للفتاة. تشمل هذه الأعراض:
-
الصداع المستمر: قد يكون الصداع المستمر الذي يصعب تفسير سببه مرتبطًا بتغيرات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية.
-
آلام في الثدي: الشعور بألم أو تحسس في الثديين، خاصةً قبل موعد الدورة الشهرية المتوقع، قد يكون مرتبطًا بتقلبات الهرمونات. ولكن في حال استمرار الألم أو حدوثه بشكل مفاجئ مع تأخر الدورة، يُنصح باستشارة الطبيب.
-
تقلبات المزاج: قد تشهد الفتاة بعض التقلبات المزاجية قبل نزول الدورة الشهرية. ولكن إذا كانت هذه التقلبات شديدة ومستمرة، أو رافقها تأخر في الدورة الشهرية، فمن الأفضل استشارة الطبيب لاستبعاد أي أسباب أخرى.
-
تغييرات واضحة في الوزن: اكتساب أو خسارة الوزن بشكل مفاجئ وغير مبرر قد يؤثر على انتظام الدورة الشهرية.
-
ظهور حب الشباب بشكل مفاجئ: في بعض الحالات، قد يكون ظهور حب الشباب بشكل مفاجئ مرتبطًا بتغيرات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية.
-
نمو الشعر بشكل غير طبيعي في مناطق الجسم غير المعتادة: يُعد نمو الشعر الزائد في مناطق مثل الوجه أو البطن أو الصدر من الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب، خاصةً إذا رافقها تأخر في الدورة الشهرية.
تشخيص أسباب تأخر الدورة الشهرية
سيقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل ومناقشة الحالة الصحية للفتاة معها ومع الأهل. كما قد يطلب إجراء بعض الفحوصات الإضافية، مثل:
-
اختبار الحمل: لاستبعاد الحمل كسبب لتأخر الدورة الشهرية.
-
تحليل الهرمونات: لقياس مستويات الهرمونات الأنثوية وتحديد أي اختلالات محتملة.
-
الموجات فوق الصوتية على الرح والمبيضين: للكشف عن أي تشوهات في الرحم أو المبيضين قد تكون سببًا لتأخر الدورة.
علاج تأخر الدورة الشهرية
يعتمد علاج تأخر الدورة الشهرية على السبب الكامن وراءه. إليك بعض الأمثلة:
-
اضطرابات الوزن: في حالة زيادة الوزن أو نقصانه بشكل كبير، قد يوصي الطبيب باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة ل الوصول إلى وزن صحي ومستويات هرمونية مستقرة.
-
الإجهاد والتوتر الشديد: قد ينصح الطبيب بتقنيات تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر، مثل اليوغا أو التنفس العميق.
-
متلازمة تكيس المبايض (PCOS): توجد علاجات دوائية تساعد على تنظيم التبويض وتخفيف أعراض متلازمة تكيس المبايض.
-
الأمراض المزمنة: يتم علاج تأخر الدورة الشهرية الناتج عن أمراض مزمنة، مثل مرض السكري أو أمراض الغدة الدرقية، من خلال علاج المرض الأساسي نفسه.
نصائح للحفاظ على دورة شهرية منتظمة
اتباع نمط حياة صحي يساعد بشكل كبير في انتظام الدورة الشهرية. إليك بعض النصائح التي تفيدك:
1. الغذاء الصحي
-
تناولي وجبات منتظمة ومتوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة، بما في ذلك البروتينات والكربوهيدرات المعقدة والدهونات الصحية والخضار والفواكه.
-
احرصي على تناول الأطعمة الغنية بالحديد وحمض الفوليك، حيث تساهم هذه العناصر في صحة الجهاز التناسلي وانتظام الدورة الشهرية.
-
قللي من تناول الأطعمة المصنعة والسكريات والدهون المشبعة، فهذه الأطعمة قد تؤثر سلبًا على التوازن الهرموني.
2. الحفاظ على وزن صحي
-
السمنة المفرطة أو النقص الحاد في الوزن يمكن أن يؤثر على انتظام الدورة الشهرية.
- اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا وممارسة الرياضة بانتظام للمساعدة في الحفاظ على وزن صحي ومستويات هرمونية مستقرة. استشيري اختصاصي تغذية لمساعدتك على وضع خطة غذائية مناسبة لك.
3. إدارة الإجهاد والتوتر
-
الإجهاد والتوتر الشديد يمكن أن يؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية.
-
مارسي أنشطة تساعدك على الاسترخاء وتخفيف التوتر، مثل اليوغا أو التأمل أو التنفس العميق أو الاستماع للموسيقى الهادئة.
-
احصلي على قسط كافٍ من النوم، حيث يساهم النوم المنتظم لمدة 7-8 ساعات في الليل في تنظيم الهرمونات التي تتحكم بالدورة الشهرية.
4. ممارسة الرياضة باعتدال
-
ممارسة الرياضة بشكل منتظم مفيدة للصحة بشكل عام، بما في ذلك صحة الجهاز التناسلي.
-
احرصي على ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
-
اختاري أنشطة رياضية متنوعة وممتعة لك، مثل المشي أو الركض أو السباحة أو الرقص.
-
تجنبي الإفراط في ممارسة الرياضة، فقد يؤثر ذلك سلبًا على انتظام الدورة الشهرية. استمعي إلى جسدك واحصلي على قسط كافٍ من الراحة بين التمارين.
5. العناية بالصحة النفسية
-
الصحة النفسية لها تأثير كبير على الصحة الجسدية بشكل عام، بما في ذلك الدورة الشهرية.
-
إذا كنت تعانين من القلق أو الاكتئاب، فمن المهم التماس الدعم والعلاج المناسب.
-
تحدثي إلى طبيبك أو اختصاصي صحة نفسية حول أي مشاكل نفسية تواجهينها.
6. المتابعة الطبية (المتابعة الدورية)
-
إجراء فحوصات طبية منتظمة لدى طبيب النساء يساعد على الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية قد تؤثر على الدورة الشهرية.
-
ناقشي مع طبيبك أي تغييرات تلاحظينها في دورتك الشهرية أو صحتك الإنجابية بشكل عام.
7. تجنبي العادات السيئة
-
التدخين والمخدرات والكحول لها تأثير سلبي على الصحة بشكل عام، بما في ذلك انتظام الدورة الشهرية.
-
تجنبي هذه العادات تمامًا أو قللي منها قدر الإمكان.
الدورة الشهرية هي جزء طبيعي من حياة كل فتاة وامرأة. من الطبيعي أن تشهد الفتاة بعض التذبذب في مواعيد الدورة الشهرية خلال السنتين الأوليتين من البلوغ. ولكن بعد ذلك، إذا تأخرت الدورة الشهرية لأكثر من ثلاثة أشهر متتالية، أو رافق التأخر أعراض أخرى مقلقة، فاستشيري طبيبك لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب. اتباع نمط حياة صحي يساعد بشكل كبير في انتظام الدورة الشهرية والحفاظ على صحة الجهاز التناسلي بشكل عام. لا تترددي في استشارة الطبيب عند الحاجة، فالصحة هي أغلى ما تملكين. تذكري أن المعلومات الواردة في هذا المقال لا تغني عن استشارة الطبيب المختص.